![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
|
![]() تجري معظم أحداث المأساة في مدينة البندقية، مثلها مثل كوميديا "تاجر البندقية" (1600)، ولكن قسماً آخر من أحداثها، يجري في قبرص، موضوعها الأساس هو الغيرة القاتلة، غيرة زوج مخدوع على زوجته البريئة الشريفة، وغيرة صديق من صديقه. "Othello The Moor of Venice" ولفظة (Moor) بالإنكليزية تطلق على المواطن المغربي. وعلى ذلك فإن بطل المسرحية من أصل عربي ومن بلاد المغرب. كان شكسبير أميناً وصادقاً في رسمه للشخصيات، فلم يحمل على العربي ولم يتجنّ عليهم من خلال تشويهه لشخصية عطيل، كما يحلو لكثير من الكتّاب الغربيين أن يفعلوه في مؤلفاتهم... بل جعل منه نموذجاً حياً للشرف والإباء والكرامة، وجعل منه أيضاً مثل يحتذى به في الشجاعة والإقدام والإخلاص لمبادئه ولأصدقائه. وعطيل محب للخير.. صريح إلى أبعد حدود الصراحة، لا يعرف المداهنة ولا الرياء، فإذا كره ظهر ذلك على أسارير وجهه وفي نظرات عينيه، وإذا أحبّ أحب في عمق وإخلاص. وكان عطيل يكره الخيانة ويحتقرها شأنه في ذلك شأن أصحاب المثل العليا، كما كان يعتقد أن الإنسان الخائر، مصدر بلاء للبشر، مثله في ذلك مثل جرثومة المرض المعدي الخبيث... لا بد من قتلها والتخلص منها لينجو منها البشر. وقد كان عطيل-من فرط نقاء جوهره وشرف نفسه، يعتقد أن كل المحيطين به أنقياء السريرة بعيدون عن الرذائل والصغائر. ولذلك كان سريع التصديق لكل ما يسمعه ممن يثق فيهم... وذلك ليس عن قصر نظر أو غباوة... بل لطهارة نفسه هو من جهة... ولطيبة قلبه وسريرته من جهة أخرى. وعطيل شخصية قوية الإرادة... له مقدرة فائقة على التحكم بأعصابه... فهو لا يستسلم أبداً للغضب بل يحكم عقله في كل ما يصادفه من مفاجآت وأحداث... وهو عاطفي شديد الحساسية، ككل الرجال الأقوياء، وهو يحب المرأة الرقيقة الهادئة الموفورة الأدب والأنوثة لذا فقد أحبّ ديدمونة حباً عنيفاً عميقاً ملك عليه لبّه واستجمع عواطفه. ويبدو أن الشاعر وليم شكسبير قد تقمص شخصية عطيل وسكب من نفسانياته على عطيل مما جعلهما شخصاً واحداً. حتى أنه جعل بطل مسرحيته شاعريّ الخيال والكلام، كما جعله أيضاً شاعري النزعة والميول. مما جعل أحد النقاد الإنجليز يقول عن شخصية (عطيل): إنه لم يكن من الشعراء الذين يقتصر شعر أحدهم على ما يكتبه أو يقوله... ولكنه كان يجعل من أسلوب حياته شعراً. ويرى أن الحياة بدون هدف ولا هدوء ذهني لا تستحق أن يحياها الإنسان. وعطيل بعد أن تزوج ديدمونة كان يربط كل حلاوة حياته وطمأنينتها ببقاء حبه لها... بمعنى أن هذا الحب لو خمدت جذوته لانتهت الجدوى من حياته. من هنا تبرز الأهمية لعقدة هذه المسرحية والتي بلغت ذروتها عند اكتشاف عطيل خيانة ديدمونة له، وتلك الخيانة كانت ملفقة من قبل غريمه ردوريجو الذي أحبّ ديدمونة قبل ظهور شخصية عطيل التي نازعته على قلبها الذي كان رافضاً لحبه. تجري الأحداث ضمن أجواء تتنازع فيها قوى الخير والشر، والتي تنتهي بانتحار عطيل بعد أن اكتشف براءة ديمونة بعد أن خنقها. تعليق على المسرحية لماذا تعتبر مأساة؟ تعتبر هذه المسرحية ضمن مآسي شكسبير الكبرى والتي حظيت باهتمام كبير عند القراء لانها تمثل نموذجا معاصرا للحياة الإنسانية فالحب والغيرة والعاطفة من سمات المجتمع والتي صورها شكسبير في هذه المسرحية . فعطيل عند شكسبير يمثل نموذجا من نماذج المحب الغيور وما تفعله عاطفة الغيرة من مشاكل قد تكون كبيرة احيانا كما كانت في هذه المسرحية والتي انتهت بمقتل ديدمونه على يد عطيل . وبالتالي فان ثيمة العمل المسرحي تكمن في تصوير نتائج عاطفة الغيرة . والصراع الرئيسي في هذه المأساه يكمن بين ياغو ذلك الشخص السيئ الشرير من جهة وبين عطيل وديدمونه اللذان لا يعرفان شيئا عن الشر واللذان وقعا ضحية طيبهما . وإذا انتقلنا إلى تحليل سريع للشخصيات الرئيسية نجد بان عطيل شخص بسيط جدا طيب في صفاته شديد الثقة بالآخرين حيث وضع ثقته المطلقة في امانة ياغو كما انه شخص محب ورومانسي الى ابعد الحدود ولكنه يتحول الى قاتل مجرم بسبب هيجان عاطفته وقد اكد آ . سي . برادلي في تحليله لمسرحية عطيل ان عطيل لم يكن قاتلا ولا غيورا الا بسبب دسيسة ياغو كما انه ينتقد فكرة سهولة خداع عطيل ببساطة من قبل حامل العلم فعطيل القائد العسكري المحنك من الصعب ان ينخدع بسهولة من قبل إنسان كياغو . اما ديدمونه فتمثل الطهارة والطيبة عن شكسبيرفهي شخصية بسيطة عاشقة رومانسية وهي في نفس الوقت مسلوبة القوة ولا واقي لها لمجابهة الظلم إلا التحمل الكبير والتسامح المطلق والتي هي من شيم الحب وهذا هو سر حبها المطلق لعطيل ذلك الرجل الزنجي فهي لا تعرف عبارات مثل العبد والحر والبربري والاسود ..الخ لا تعرف إلا الحب والبراءة . اما ياغو فهو من أهم الشخصيات المسرحية. شخصية إياجو كما رسمها شكسبير تبين لنا رجلاً في منتهى الخبث والدهاء، وكان جشعاً حقوداً مجبولاً على حب الإنتقام لأتفه الأسباب. حيث كان شكسبير من أوائل المؤلفين الذين ركزوا على شخصية الشرير villain الذي يزداد سخط الناس عليه، في الوقت الذي يزداد إعجابهم بالبطل. كان إياجو يفهم كل طباع الشخصيات التي من حوله ويدرك ما فيهم من نقاط الضعف فيستغلها أبشع إستغلال لتحقيق أهدافه الدنيئة، وهذا سر نجاحه بما قام به ولكنه لم يستطع أن يفهم شخصية زوجته "إميليا Emilia". قال بعض النقاد الذين حللوا شخصيته إنه كان يحب ديدمونة حباً خفياً ولذلك حقد على عُطيل فحطم حياته. ولكن نقاداً آخرين عارضوا هذا الرأي وقالوا لو كان قد أحب ديدمونة لركز خبثه ودهائه في التخلص من عُطيل والإبقاء على حياة من أحبها. كما قال نقاد آخرون أنه كان مصاباً بالمرض المسمى السَّادية sadism وهو التلذذ بتعذيب المرأة التي يحبها وتشد الرغبة في تعذيبها إذ لم تبادله حباً بحب. وهذا يبرر مسلك إياجو حينما كان يشاهد عُطيل وهو يقتل ديدمونة. أما كاسيو الذي تسلم زمام الأمور، بعد موت عطيل فهو شاب طيب معجب بشخصية عطيل، ومخلص لـه، واما ايميليا فهي زوجة الشرير إياجو، ولكنها ليست شريرة مثله. وكانت على جانب غير قليل من الذكاء ولكنها لا تعرف الخبث لأنها طيبة القلب. كانت تحب ديدمونة وتخلص لها كل الإخلاص ولو أنها عن غير قصد اشتركت في المكيدة التي دبرها إياجو التي انتهت بمقتل ديدمونة. وقد لعبت إميليا دوراً رئيسياً في إثبات وإقناع عُطيل ببراءة ديدمونة بعد موتها. اما رودريجو أحب ديدمونة قبل أن يحبها عُطيل، ولكنها صدته بحزم. أصابته الغيرة عندما علم بأن ديدمونة فرّت من بيت أبيها لكي تتزوج من عُطيل وحقد على عُطيل حقداً عارماً. وجمع الحقد المشترك بين كل من إياجو ورودريجو واستغل إياجو الفرصة بدناءته فصار يبتز أموال رودريجو فأصبح ألعوبة بيد إياجو وكان كلا ًمنهما يحتقر الآخر. وقد أعطى شكسبير بشخصية رودريجو مثلاً لبعض الرجال الذين تدفعهم الغيرة العمياء إلى الإتيان بأعمال يندمون عليها فيما بعد التعديل الأخير تم بواسطة فيحاء العسل ; 06-01-2013 الساعة 10:09 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
^_^ للاثراء ...
قراءة خاصة لمأساة (عطيل ) للشاعر الإنجليزي العظيم وليام شكسبير عندما تثور الدماء ! أتى عطيل ويداهُ مخضبةَ ُ الدماء ِ حزينة يزحف ُ المللُ على قلبهِ المسكين يرتعشُ الدمعُ على جبينهِ الأسودْ أفكارُ الأمس ِ تناديهُ تطارده ُ همسُ الشيطانِِ يعذبهُ يذكرهُ يشتتهُ حمى الشكِ تؤرقهُ تمزقه ُ تفتتهُ يجرى الدم ُ فى العروق ْ فيثور ُ العقل ُ البربرى تضيع ُ لغةُ المنطق ِ فى حربِ الجمال ْ أجلْ أين َ المنديل الفرعونى المقصود ْ ؟ تركَته ُ هناكْ بل نسيتهُ عند َ العشيق ْ مسحت بهِ عرَقهُ الآثم ْ نشفتْ بهِ براء ة َ القلبِ الأبيض ْ تهاوى الجمالْ وخبا سحر ُ الكمال قومى يا امرأة استغفري رَبكِ وصلى له آخر صلاه آنَ الأوانْ يا عشيقة َ الرجالْ سأطهرَ منكِ الوجودْ وأحطم َ الصرح َ المعهودْ لكنى أحبكِ أعبدك ِ أكادُ أصلى لكِ يا عار َ السنين ْ ويا عمر َ الأنين ْ سأقتلك ِ وأمزقكِ يا ربة ً للغدر ْ يا ثورة ً للشك ِ أمضى عن فؤاد ٍ من ْ الحب ِ جُن ْ ! أيها الجسد ُ البض ُ الناعم ُ تدثر ْ يا عيون َ السحرِ الصامت ْ ضُمينى وعن هذا الوجود ابعدينى الموت ْ! ما أحلى الموت ْ! لا تخافى يا امرأة إنها غاية ٌ نبيلة سيعم ُ الأرض َ السلام ْ وينمو زهرُ النقاءْ موتى يا امرأة يا مزرعة َ الشر الأسود ْ ُخذى تلك َ فى القلب ِ الغادر ْ وتلكَ فى الصدرِ الآثم ْ وتلك َ فى الجنبِ الملوث بدم ِ الرذيلة ماتت ْ حبيبتى وهانت ْ بلوتى (تدخل وصيفة ديدامونة وهى تصرخ فى دهشة ) وانتِ يا عاهرة مالكِ تصرخين َ فى ألم ْ ؟ وتندبين َ فى جنون ْ ؟ ماتت ْ سيدتك وماتت ْ معها الأسرارْ ؟ ماذا تقولين ْ ؟ بريئة ؟! بريئة ؟! يا خادمة َ السوء ْ؟ ماذا ؟! أنتِ سارقة ُ المنديل ؟ يا ناكرة َ الجميل ْ يا ابنة الطريقْ ! زوجك ِ شيطانٌ غادر ْ غررَ بى يا ويحى ! يا أسفى ! قتلت ُ نفسى بيدى قتلت ُ نفسى بيدى قتلت ُ نفسى بيدى ! (يظهر بعض النبلاء والقادة والجنود ) يا رفاقَ العمرِ الماضى يا رفاقَ العهدِ السعيد ْ قتلت ُ زهرة َ الحسن ِ بيدى الملعونة مياهُ البحرِ لن ْ تغسل َ عنى هذا الدم ْ لن ْ تطفأ عنى حرقة َ هذا القلب ْ يا أفكار العقل ِ المسموم ْ يا ثمارَ القلبِ المحزون ْ لقد ْ أتت علىَّ الظنون وجرفنى من الغيرة ِ تيارْ وفى لحظةِ يأسى قتلت ُ نفسى قتلت ُ نفسى بجنونى أرجوكم لا تسيئوا الظنَ بى فليشهدُ التاريخ َ فى أسفارهِ الملعونة على حبى الصادق ِ لكِ يا (ديدمونة ) فلتحكوا عنى أنى يوماً كنت ُ فى (حلب) ورأيتُ رفيقا ً فى ذل ِ الموقفِ يرتعدْ وغريب ٌ لعبتْ بهِ كأسُ الكبرياء يعبث ُ بأخى ويلهو به ِ فرفعت ُ السيف َ الأبيض وفى قلبِ قلبه ِ أرديتهُ وفى قلب ِ قلبه أغمدته ُ هكذا كما أودعهُ فى قلبى الملعون ْ ! (عطيل يقتل نفسه ) هكذا كى أريحَ الرأسَ المكدود ْ ! قادم ٌ إليك ِ يا عروسَ الطهرِ الوردية قادم ٌ إليك ِ يا ربة ً يا ربة ً للفضيلة ِ الخالدة وبراءتي هى روحى الجريحة ! آهٍ منْ الجرح ِ الأحمق ِ يقتلنى آهٍ من ْ قلبى الدامى يرفضنى قادم ٌ إليك ِيا رفيقة َ العمرِ القصيرْ يا مليكة َ العهد ِ السعيد ْ قادم ٌ إليك ِ أبداً على جسر ِ الموت ِ الدامى عبر دروبِ الموتِ الأسودْ ! يا لحظات ِ الموت ِ أمضى بلا عذابٍ أبدى إنى قادم ٌُ إليك ِ أبداً يا مَن فرقَ بيننا الوجود ْ أيجمعنا الله ُ فى جنتهِ ؟ آه ٍ قلبى ينخلغ ُ من جنبى يؤلمنى يزلزلنى كالأرض ِ عندما ُتزلزل ُ يومَ الحشر ْ! كبدى يتفتتُ يتمزق ُ يؤلمنى يا زهرةَ البراءةِ البيضاء ْ هل تغفرى لى ذنبى ؟ ويهون ُ عليك ِ حبى ؟ قد طالَ بى دربى وأنا وحدى طريد ْ هل تغفرى لى كى يغفرَ لى ربى ؟ هيا دعينى أقبلك ِ اّخر قُبلة قبل َ رحيلى اللامنظور فى مملكة ِ الموت ْ !! |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]() في هذه الرواية يبين لنا شكسبير ان الحب أحيانا قد يقتل من شدته والغيرة العمياء قد تقتل وأراد ان يوصل لنا انه على الفرد ان يتأنى دائما في كل الأمور وان لايسمح للشك بان يهدم علاقات الإنسان بالآخرين |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |