![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#1 | ||
|
![]() بعد مرور عدة شهور عن امساكي بالقلم .. حاولت أن اقنع محبرتي باعتزال الكتابة , فقد أصبَح فكرها عجوزا ً هرما ً. ولكن أقلامي أبت أن تتوقف . وأخذت ترقص على أوراق الحياة البيضاء رغما عن أصابعي . بدأت بخط ِ رواية .. " الحزن ُ والشتاء " مهداة الي ّ انا ! فلا أحد بنظري بعد اليوم , يستحق أي هدايا ... - انتقاداتُكم و آرائكم بالتقييم الشخصي هي وقودي -
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]() في ذات الوقت من العام , وعلى نفس المقعد الاسمنتي البارد . ولدت ْ كُل أحزاني . لطالما أقنعت ُ نفسي , بأنه ليس هنالك عامل مشترك ٌ بين حزني والشتاء . ولكن في هذا العام أدركت وطاده العلاقة بينهما . وكأن الدنيا تحمل ُ حزني َ تسعة َ أشهر , لتصبه على جسدي ّ النحيل , كـشلال ماء ٍ بارد على جسدي في أيام الصقيع . ما يزال شتاء هذا العام طفلا صغيرا ً , ولكن وعلى غير العادة , حزني في أوجه . دواء ٌ واحد ٌ فقط , يمكن أن يزيل أعراض الموت عن جسدي . دواء ٌ واحد ٌ فقط يعيد ُ لي الربيع , ولو كنت في منتصف الشتاء . كبسولة ٌ ذلك الدواء مكونة من ترياق ٍ مضاد للمشاعر , وبضعة جرامات ٍ من داء الكذب . - على نفسي - لأتنفس ولو للحظة , أنفاس الحرية المطلقة خارج سجن الكآبة . فلم أعد أحتمل جلوسي هنا . فأنا كالجالس على الفراش الأبيض , ينتظر سكرة َ الموت ْ بهدوء . مُحمد ْ
التعديل الأخير تم بواسطة مـيم ; 11-12-2012 الساعة 08:44 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]() (1) " رفقا بها يا زمان , فقد تركت خلفي أرق ديباجة عرفها الدهر . بقلب طفلة وجسد امرأة , جمعت برائة أطفال الأرض , وجمال نساء الكون أجمع . ربما قسوت عليها , ولكني أقسم بمن حمل الأرض ورفع السماء , أنها كانت حبي ّ الأول الذي لم ولن تنطفئ ناره مهما حييت . ومهما طال بي الأمد " . أغلق مذكرته , ونظر الى السماء . كان يشتم عطرها في أنسام ديسمبر الباردة . ويراها بين كلماته كلما نظر الى أوراقه البالية . ما أصعب أن تعيش حبيسا ً للذكرى بعد أن يموت الأمل , وتذبل وريقات الورد البيضاء في ريعان الربيع . هي أمل ٌ أمدني بالحياة فأمددته بعدد حبات المطر حبا وسعادة . لا أعلم أي الأزمان تحتويك ِ الآن , كل ما أعرفه أنك رحلت رغما ً عني , رغما عن كل البشر . عندما اقتربت لحظات السعادة , باعدت ِ بيننا , كالمشرق والمغرب , فلم نسمع عن الاخر , سوى اسمه في المناسبات التعيسة ! " النداء الاخير لرحلة السعودية رقم 546 المتجهة بمشيئة الله الى مطار سان فرانسيسكو الدولي , الرجاء من جميع المسافرين الاتجاه للبوابة رقم 5 لصعود الطائرة ". ها أنا اليوم , أترك خلفي كل شيء , أرمي خلف ظهري كل الذكريات التي جمعتني بك ِ . فـ كل شيء كان يعيدني اليك ِ ! كل الشوارع , كل المقاهي كل الوجوه وكل الابتسامات ! كل ُ شيء يذكرني بمكالماتنا الطويلة التي لم نمل منها يوما , وكل شيء ٍ , يُشعرني بلمسة ِ يديك ِ الدافئة على كفي . راحل ٌ الى الفناء , الى ما بعد النهاية . راحل ٌ , لألقى عالمي الجديد . سأبقى وحيدا ً لأجلك فقط . فلطالما أضربت ُ عن كل مخلوقات الأرض , لأكون لك ِ فقط . أتذكرين ؟ عندما وقفت الأرض ضدي , بحجة أنك تكبرينني بعدة شهور ؟ أتذكرين ؟ لا تندمي , لا تحزني لفراقنا , , يرعى الهي حبّنا فـ تبسمي . ياربِ ما ذنبي أنا ما علتي , , حتى دعوني بالعشيق المغرم . هل كان َ ذنبي أنني أحببتها , , حتى تبدل شهدُنا بالعلقم ِ؟! يارب ّ رحماك َ اني تائب ٌ , , ارحم فؤادي من ضياع َ محتّم ِ يآقوم ما ذنبي أنا ما علتي , , اني عشيق ٌ مثل كل عوالم ِ ان كان جرُما ً أن أقول َ حبيبتي , , فلقد قبلت بوصفكم بالمجرم ِ أو كان عارا أن أقول حبيبتي , , فالقلب أولى بأن يموت ويرتمي هذا فؤادي هجرته لأنه , , من غير حبُك ِ لا يعادل درهم هذا قراري أن أحبك دائما , . سأقولها حتى ولو سفكوا دمي قلتها , لأشهد َ العالم على حبنا الطاهر . كانت نجمات الليل تنادي باسمنا , وأمواج البحر تصرخ عاليا " لن تكونا الا سويا ً " . لم أِشعر أبدا بمعنى الوحدة , قبل أن أصل الى فندقي في شارع ويندهام الهادء , والتي كانت تغطيه الثلوج .
كل شيء هنا مختلف , فلا ذكريات ٍ تعبث بمخيلتي . ولا أحد , يفرض علي الألم . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]() " كل ما كنت أحلم به قد رحل , كل الكلمات , التي كتبتها على أوراق شجرة الأحلام , تساقطت وذبلت . جامدة ٌ كلُ الأشياء من حولي , كل الأرواح , كل النسمات , وكل قطرات المياة جامدة ! وحتى السماء , تختبئ خلف رداءٍ شاحب اللون , ارتدته للمرة الأولى منذ عرفتها . أتبسم , عندما أريد , وأغضب عندما أريد . وكأني بطل ٌ في احدى الروايات . ولكن , تسيل دموعي رغما عني ! رغما عن كل ما أريد . فماذا أفعل , عندما يُهدم كل ما بنيته طيلة عمري أمام عيني ؟ وفي النهاية , يطلبون مني أن أبتسم ليصورنونني بجانب الحطام . " كانت هذه آخر كلماته , قبل أن اسمع نبأ انتحاره اليوم . لم يعتد " سعد " أن يتكلم بهذا القدر من الحزن . - منذ متى وأنت على علاقة به ؟ - تسع سنوات , تزيد أو تقل أشهرا ً - لكن , لماذا تصر على أن تسمي وفاته أنتحاراً لا قتلا ً , نظراً بأنه لم يفكر بالانتحار من قبل ؟ وما هو الدليل بأنك لست متورطا ً بجريمة قتل ؟ - ماذا ؟! .... |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |