العودة   منتديات طلاب الجامعة العربية المفتوحة > المنتديات العامة > الملتقى الثقــافي > مدونات الأعضاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 18-11-2012, 11:22 PM   #1
مـيم مـيم غير متصل
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مـيم
افتراضي الحُزن ُ والشتاء - تحت الانشاء -


بعد مرور عدة شهور عن امساكي بالقلم ..
حاولت أن اقنع محبرتي باعتزال الكتابة , فقد أصبَح فكرها عجوزا ً هرما ً.

ولكن أقلامي أبت أن تتوقف .
وأخذت ترقص على أوراق الحياة البيضاء رغما عن أصابعي .

بدأت بخط ِ رواية ..

" الحزن ُ والشتاء "

مهداة الي ّ انا !
فلا أحد بنظري بعد اليوم , يستحق أي هدايا ...






- انتقاداتُكم و آرائكم بالتقييم الشخصي هي وقودي -



مـيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-11-2012, 11:33 PM   #2
مـيم مـيم غير متصل
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مـيم
افتراضي رد: الحُزن ُ والشتاء - تحت الانشاء -


في ذات الوقت من العام , وعلى نفس المقعد الاسمنتي البارد .
ولدت ْ كُل أحزاني .

لطالما أقنعت ُ نفسي , بأنه ليس هنالك عامل مشترك ٌ بين حزني والشتاء .
ولكن في هذا العام أدركت وطاده العلاقة بينهما .

وكأن الدنيا تحمل ُ حزني َ تسعة َ أشهر ,
لتصبه على جسدي ّ النحيل , كـشلال ماء ٍ بارد على جسدي في أيام الصقيع .

ما يزال شتاء هذا العام طفلا صغيرا ً , ولكن وعلى غير العادة , حزني في أوجه .

دواء ٌ واحد ٌ فقط , يمكن أن يزيل أعراض الموت عن جسدي .
دواء ٌ واحد ٌ فقط يعيد ُ لي الربيع , ولو كنت في منتصف الشتاء .

كبسولة ٌ ذلك الدواء مكونة من ترياق ٍ مضاد للمشاعر , وبضعة جرامات ٍ من داء الكذب . - على نفسي -
لأتنفس ولو للحظة , أنفاس الحرية المطلقة خارج سجن الكآبة .

فلم أعد أحتمل جلوسي هنا .
فأنا كالجالس على الفراش الأبيض , ينتظر سكرة َ الموت ْ بهدوء .



مُحمد ْ

التعديل الأخير تم بواسطة مـيم ; 11-12-2012 الساعة 08:44 AM
مـيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2012, 12:48 PM   #3
مـيم مـيم غير متصل
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مـيم
افتراضي رد: الحُزن ُ والشتاء - تحت الانشاء -


(1)



" رفقا بها يا زمان , فقد تركت خلفي أرق ديباجة عرفها الدهر . بقلب طفلة وجسد امرأة , جمعت برائة أطفال الأرض , وجمال نساء الكون أجمع .



ربما قسوت عليها , ولكني أقسم بمن حمل الأرض ورفع السماء , أنها كانت حبي ّ الأول الذي لم ولن تنطفئ ناره مهما حييت . ومهما طال بي الأمد " .



أغلق مذكرته , ونظر الى السماء . كان يشتم عطرها في أنسام ديسمبر الباردة . ويراها بين كلماته كلما نظر الى أوراقه البالية .



ما أصعب أن تعيش حبيسا ً للذكرى بعد أن يموت الأمل , وتذبل وريقات الورد البيضاء في ريعان الربيع .



هي أمل ٌ أمدني بالحياة فأمددته بعدد حبات المطر حبا وسعادة .



لا أعلم أي الأزمان تحتويك ِ الآن , كل ما أعرفه أنك رحلت رغما ً عني , رغما عن كل البشر .


عندما اقتربت لحظات السعادة , باعدت ِ بيننا , كالمشرق والمغرب , فلم نسمع عن الاخر , سوى اسمه في المناسبات التعيسة !



" النداء الاخير لرحلة السعودية رقم 546 المتجهة بمشيئة الله الى مطار سان فرانسيسكو الدولي , الرجاء من جميع المسافرين الاتجاه للبوابة رقم 5 لصعود الطائرة ".



ها أنا اليوم , أترك خلفي كل شيء , أرمي خلف ظهري كل الذكريات التي جمعتني بك ِ .


فـ كل شيء كان يعيدني اليك ِ !


كل الشوارع , كل المقاهي كل الوجوه وكل الابتسامات !



كل ُ شيء يذكرني بمكالماتنا الطويلة التي لم نمل منها يوما , وكل شيء ٍ , يُشعرني بلمسة ِ يديك ِ الدافئة على كفي .



راحل ٌ الى الفناء , الى ما بعد النهاية .



راحل ٌ , لألقى عالمي الجديد . سأبقى وحيدا ً لأجلك فقط .


فلطالما أضربت ُ عن كل مخلوقات الأرض , لأكون لك ِ فقط .



أتذكرين ؟ عندما وقفت الأرض ضدي , بحجة أنك تكبرينني بعدة شهور ؟



أتذكرين ؟




لا تندمي , لا تحزني لفراقنا ,
, يرعى الهي حبّنا فـ تبسمي .

ياربِ ما ذنبي أنا ما علتي ,
, حتى دعوني بالعشيق المغرم .

هل كان َ ذنبي أنني أحببتها ,
, حتى تبدل شهدُنا بالعلقم ِ؟!

يارب ّ رحماك َ اني تائب ٌ ,
, ارحم فؤادي من ضياع َ محتّم ِ


يآقوم ما ذنبي أنا ما علتي ,
, اني عشيق ٌ مثل كل عوالم ِ


ان كان جرُما ً أن أقول َ حبيبتي ,
, فلقد قبلت بوصفكم بالمجرم ِ

أو كان عارا أن أقول حبيبتي ,
, فالقلب أولى بأن يموت ويرتمي

هذا فؤادي هجرته لأنه ,
, من غير حبُك ِ لا يعادل درهم

هذا قراري أن أحبك دائما ,


. سأقولها حتى ولو سفكوا دمي







قلتها , لأشهد َ العالم على حبنا الطاهر . كانت نجمات الليل تنادي باسمنا , وأمواج البحر تصرخ عاليا " لن تكونا الا سويا ً " .



لم أِشعر أبدا بمعنى الوحدة , قبل أن أصل الى فندقي في شارع ويندهام الهادء , والتي كانت تغطيه الثلوج .



كل شيء هنا مختلف , فلا ذكريات ٍ تعبث بمخيلتي .


ولا أحد , يفرض علي الألم .
مـيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2012, 09:34 PM   #4
مـيم مـيم غير متصل
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مـيم
افتراضي رد: الحُزن ُ والشتاء - تحت الانشاء -


" كل ما كنت أحلم به قد رحل ,
كل الكلمات , التي كتبتها على أوراق شجرة الأحلام , تساقطت وذبلت .

جامدة ٌ كلُ الأشياء من حولي ,
كل الأرواح , كل النسمات , وكل قطرات المياة جامدة !

وحتى السماء , تختبئ خلف رداءٍ شاحب اللون , ارتدته للمرة الأولى منذ عرفتها .

أتبسم , عندما أريد , وأغضب عندما أريد . وكأني بطل ٌ في احدى الروايات .
ولكن , تسيل دموعي رغما عني !
رغما عن كل ما أريد .

فماذا أفعل , عندما يُهدم كل ما بنيته طيلة عمري أمام عيني ؟
وفي النهاية , يطلبون مني أن أبتسم ليصورنونني بجانب الحطام . "



كانت هذه آخر كلماته , قبل أن اسمع نبأ انتحاره اليوم .

لم يعتد " سعد " أن يتكلم بهذا القدر من الحزن .

- منذ متى وأنت على علاقة به ؟

- تسع سنوات , تزيد أو تقل أشهرا ً

- لكن , لماذا تصر على أن تسمي وفاته أنتحاراً لا قتلا ً , نظراً بأنه لم يفكر بالانتحار من قبل ؟
وما هو الدليل بأنك لست متورطا ً بجريمة قتل ؟

- ماذا ؟!

....
مـيم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.1, Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع المواضيع والمشاركات تعبر عن وجهة نظر أصحابها
ولا تعبر باي شكل من الاشكال عن وجهة نظر منتديات AOUA
تصميم وتطوير : التكنولوجيا الماسية